بإذن الله .. حتماً غزة ستنتصر , وستفتح المعابر , ولن يجوع الشعب الأبي , ولن تغرق غزة في مياه الصرف الصحي , فليس بالوقود والإنارة تنتصر الشعوب , وليس بالخبز يعيش الإنسان , فالعيش الحقيقي بالصمود , والحياة الحقة بالثبات على المبادئ .
نحن الآن أمام :
( صمت الرؤساء ) و( سكوت الملوك ) و ( انتفاضة الشعوب ) و( اعتقال المخلصين ) و( صمود غزة ) و( جحود السلطة ) و ( لهو أولمرت ) و( غيبوبة الحكومات ) و( صرخة الأسري ) و (هبالة باراك ) .
هذه نتائج مسرحية ( حصار غزة ) أو ( الموت الدامي ) :
من تأليف أولمرت وتنفيذ باراك , بطولة مجموعة الأندال , ويشارك في البطولة أكبر تشكيلة من الملوك والرؤساء العالميين .
وقد ظهرت للراصد أمام هذه المسرحية ردود أفعال عجيبة :
بدأت بالأمين العام للأمم المتحدة - التي لم يعترف بوجودها بوش - حيث : ( طالب الطرفين بضبط النفس ووقف العنف من الجانبين ) , ولا أدري هل يعلم من هما ( الطرفين ) ؟!! , وما مقصود ( الجانبين ) أم أنه يعيش في كوكب ( بان كي مون ) ؟!! .
ثم انتهت بتخاذل الحكومات دولياً , وعجز الأنظمة عربياً , والذين شاركوا بذلك في جريمة الصهاينة التي تهدف إلى دفع الفلسطينيين للاستسلام والتنازل للشروط الصهيونية , حتى أن بعض المحللين أطلق عليهم ( الصمت المرحب ) للتخلص من حماس ! .
أما المشاهدون من الأمريكان والأوربيين , يبدو أن المسرحية قد أعجبتهم فعلاً , تحت رعاية المهرج العالمي بوش , فما زالت تكتظ بهم صالات المتفرجين وردهات المشاهدين !! .
وانتصر الشعب الأبي :
وانتصرت غزة لأن أبناءها امتلكوا إرادة الصمود , في وجه الإجرام الصهيوني , وقد نجحوا في دفع ثمن الصمود من دمائهم وغذائهم ودوائهم وحياتهم وأرواحهم , فقد رأي العالم وشاهد غزة بلا غاز ولا وقود ومحطة الكهرباء توقفت كلياً , وباتت غزة في ظلام دامس وفي ظل برد قارص , ومع ذلك انطلقت أصوات أبنائها : رجالا وشيوخا ونساء وأطفالا , مرددين : نعم للجوع , لا للركوع , الثبات حتي الممات , إن الخناق لن يطول , وسيأتي الفرج ونحن ثابتون على المواقف .
وبينما أبناء دايتون يتحركون لقتل هنية كخدمة مجانية للصهاينة , أبناء غزة يقولون : الحصار ليس جديدا علينا فالشعب الفلسطيني منذ سنوات وهو محاصر ونحن على استعداد أن نستمر دون التنازل عن ثوابتنا وأرضنا ومقدساتنا .
وبينما أبناء دايتون يحزنون لقتل الصهاينة , أبناء غزة يقولون : في خمس دقائق يمكننا أن نفك الحصار , إن تنازلت حماس لمطالب اسرائيل , التي يرفضها الشعب الفلسطيني , إننا نفضل الثبات والكرامة على الماء والغذاء والكهرباء .
وبينما أبناء دايتون يعلنون أن المقاومة حقيرة ولم تجلب إلا الكوارث , أبناء غزة يسيرون في الظلام تهتف قلوبهم : الجوع لا الخنوع , الجوع لا الخضوع , الثبات حتي الممات .
وصدق مشعل في ندائه الذي أبكي الأمة موجها كلماته لإسرائيل : ( عليهم أن يعرفوا أن البنية التحتية للشعب الفلسطيني ليست في الكهرباء وما شابه ذلك وإنما البنية الأساسية هي الرجال والايمان ) .
وانتصرت الشعوب :
إن الدعوات التي ارتفعت من قلوب الشعوب التي استجابت لنداء هيئة علماء فلسطين لكفيلة بإذن الله باستحضار نصر الله القادم على يد رجال ونساء وشيوخ وأطفال غزة , الصامدين أمام الجوع والدماء والمرض والموت والقتل , حتى الأسري قالوا : لم نقف ننظر إلى أهلنا يقتلون ولا نحرك ساكنا , فصاموا نهارهم وأحيوا ليلهم وطالبوا بفك الحصار .
فخرجت الشعوب والقوي السياسية ملبية الدعوات الصادقة , فها هو المرشد العام للإخوان المسلمين وممثلو القوي السياسية بمصر يطالبون بالتحرك الفعلي لنجدة غزة , في وسط اعتقال 29 من قيادات الاخوان بالاسكندرية والجريمة أنهم تحركوا بالفعل لنجدة غزة , ثم اعتقالات بالاردن للاخوان لمطالبتهم الجماهير بالمشاركة في نصرة غزة , وكأن نجدة غزة أو نصرة غزة من الموبقات !! .
وتحرك نواب الاخوان والمستقلون بمجلس الشعب , إلى مبني جامعة الدول العربية , ليعبروا عن رأي الشعب المساند لغزة , فيحاصرون لمنعهم من السير , مما دفعهم إلى القول : ( حصار هنا وحصار هناك ) .
وبينما الدنيا كانت مشغولة بغزة كانت هناك قلوب رجال نسوا أنهم منذ أكثر من عام رهن الاعتقال والإحالة العسكرية , وكان انشغالهم الشاغل عن أنفسهم هو اخوانهم بغزة , وتلوا نداءهم بعد جهد جهيد مع المحكمة , أكدوا فيه : أن المحالين إلى المحكمة العسكرية وهم رهن الاعتقال لا يسعهم إلا أن يرسلوا صرخة استغاثة إلى حكام العرب والمسلمين , يطالبونهم فيها أن ينصروا إخوانهم في غزة .
آن الآوان لرفع الحصار
انطلق بها مشعل وهو يخاطب المحاصرين بالموت في غزة قائلا : ( إن الله الذي فتح القدس وحررها من أيدي الصليبيين موجود وقادر , وله الحكمة في ابتلائه , ولا بد أن الفرج سيأتي ولا بد بعد العسر يسراً ) .
نعم العنوان القادم : فكوا الحصار , فماذا تجدي الإدانات ؟ , وما الذي تحققه النداءات ؟ , وما منفعة المناشدات ؟ , حتي دحلان دعا المجتمع الدولي لوقف ما أسماه الكارثة الانسانية في قطاع غزة , وهو المتسبب الوحيد في غلق المعابر , حين وقع وهو وزير مع الست رايس واسرائيل أن إغلاق المعابر حق لاسرائيل وحدها !! .
آن الآوان لرفع الحصار في الواقع والحقيقة , وليس بالادعاء والزعم , كفاكم . . أصبنا بالضغط والسكر والصداع الدائم من تهليسكم , ما إن أعلن باراك عن مد غزة بالحد الأدني على حد قوله من الوقود , والذي لا يسمن ولا يغني من جوع , إلا وتسابق كل صامت أخرس أبكم ساكت بادعاء الأمر إليه , فبادر عباس بأنه أقنع اسرائيل بمد غزة بالوقود ( شكرا يا ريس عباس ) , ثم بادرت مسئولون من مصر بأن مصر أقنعت اسرائيل بمد غزة بالوقود , وربما يأتي إلينا صانع المعجزات من مكمنه في بان كي مون ليعلن : أنا أقنعت إسرائيل بمد غزة بالوقود !!! .
القضية أعلنها هنية : ( شعبنا لا يحتاج إلى الكلمات المنمقة والعبارات الجميلة , ولكن على أمتنا اتخاذ آليات لتطبق قرارها السابق بكسر الحصار عن الشعب ) .
وصرح بها مشعل وسماها ( اللحظة التاريخية ) للقادة العرب : لانقاذ الشعب الفلسطيني , ورفع الحصار عن غزة , و( اللحظة التاريخية ) لعباس بتناسي الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية .
