كل شئ بدأ من شهرين فقط...كل حاجة كانت ماشية كويس مع تيتا...ايوة هى كبيرة و جدو مات من سنتين و نص، لكن لما اشوفها بحس ان الحياة كلها معايا، بتضحك و تبتسم لى...لكن فى السنة دى، بدأت تزهق من حياتها المحصورة فى بيتها ومن كتر الادوية اللى بتاخدها... بدأت تحن لجدى و تذكره كتير و تشتاق للقاه...بدأت تمل من اى تطور فى الامراض اللى عندها.. حتى البرد بقت بتحس انه مرض عظيم ، و بتعتبر اى حاجة سخنة دوا و بتهرب منها..
و فى الشهرين الاخرين كانت حالتها بتسوء بسرعة...و رغبتها فى الذهاب للى خالقها بتكبر...و بعد اسبوعين، دخلت المستشفى... قعدت فيها شهر.. كل ما يكتبلها الدكتور على الخروج، يشاء ربنا انها تقعد شوية كمان... و كل ما يهدوا جهاز من اجهزة جسمها، يشتكى الآخر!!و طلعت من المستشفى، و فى ظرف تسع ايام، 9 بس... بدأ جسمها فى الانهيار.. بدأت تشتكى من حاجات عمرها ما شتكت منها، المرارة، القلب،،، و فى اواخر التسع ايام، مبقتش قادرة تقوم من مكانها، و بدأت تشتكى من سمعها و بصرها و قدرتها على الكلام مرة واحدة!!.. و فى اليوم التاسع رجعت المستشفى...استغربت الممرضات من النحدار الشديد فى صحتها فى ظرف 9 ايام!! ... فى الفترة دى زارها اغلب قرايبنا، اللى فى اسكندرية واللى براها واللى فى مصر واللى براها...
و كأن ربنا بيشهدنا على قدرته ، و بيفكرنا بمقامنا فى الدنيا اللى خلقها عشاننا، و كأنه بيقول لنا " مهما تقدمتوا و اتعلمتوا، قدرتى هتفضل الاعلى"...و وصلنا للنقطة اللى عندها ينتهى دور الطب بكل علمه و ادواته... بدأ جسم تيتا فى الانهيار بكل معنى الكلمة، و زى ما ماما بتقول "كأنها عمارة بتقع".. حد يقدر يمنعها؟!!.. و من ساعة ما دخلت المستشفى تانى، كان صعب على انى اتفهم ان تيتا محتاجة لحد يخدمها و يكون جنبها على طول، تيتا اللى ياما عملت لينا، اللى كانت تصحى يوم الجمعة تصلى الفجر و تبدأ تطبخلنا كل ما لذ و طاب، اللى كانت حتى فى عز عياها تقوم نص ساعة قبل الفجر عشان تلحق تتوضى و تقرأ قرآن، اللى كانت تخلينا نبهدل البيت و تقعد مبسوطة ان احنا بنلعب و راضية عن كل اللى بنعمله.... و بدأت ادعى ربنا " يا رب احى تيتا معززة مكرمة مش محتاجة لأى حد فينا ما علمت الحياة خير لها، و توفها و ادخلها فردوس جنتك بدون حساب ما علمت الوفاة خير لها"...كان صعب على انى اشوفها تعبانة و بتتألم..
كنت عندها يوم السبت... زادت عدد المحالليل و تدهورت صحتها.... و عدتها انى اشوفها تانى يوم بالليل بعد الكورس بتاعى... بس اراد الله انى موفيش بوعدى... ماتت جدتي... ماتت و ارتاحت من الحياة الصعبة اللى عيشنها، ماتت و سابت رحمة ربنا اللى على الارض عشان تطلع لل 99 الباقية... ماتت عشان تسيب أولادها لحياتهم و اسرهم و تروح لشريك حياتها... ماتت و سابتنى مش عارفة، افرح و لا ازعل!!
ناس كتير جت تعزينا فى بيتها (لان حسب وصيتها، ميبقاش فى عزا برة البيت) ، و نزلنا نصلى عليها... اصعب لحظة لما دخلوها المسجد عشان نصلى عليها... كأنها ماتت تانى...خلاص مش هدخل البيت اللاقيها قاعدة مستنيانى، و اغلس عليها و اناكشها، و احكى لها اخر اخبارى و تشرحلى للمرة المليون شجرة العيلة!!
رغم انى المفروض انى متوقعة وفاتها بحكم انها كانت فى العناية المركزة ، حسيت انى اتاخدت على خوانة!! وفاتها هى و من قبلها جدى اثر فى ... كانا مثال للعيلة الواهبة نفسها للاسلام و لمصر، جاهدوا و كافحوا و اتسجنوا، ... ربوا اولادهم التربية اللى يفخروا بها قدام ربنا،،، و اثروا فينا- احنا الاحفاد- أحسن تأثير... " ربنا استرد وديعته " زى ما مرات خالى قالت لى، و انا راضية بقدر ربنا، و ’العين تدمع والقلب يحزن و لا نقول الا ما يرضى الله ‘ ... و يكفينى رؤية كل الناس اللى جت واللى عزت واللى صلت واللى حبت تيتا و افتقدتها... لو كان نفسى تفضل لغاية ما تشوف عملت ايه فى نتيجتى، فامنيتى دلوقتى انى اشرفها هى و جدى فى كل حياتى ...
ربنا يغفر لها و لجميع المسلمين والمؤمنين..
